الشيخ ياسين الروحاني والاسلامي الكبير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الشيخ ياسين الروحاني والاسلامي الكبير

منتدى الشيخ ياسين الاسلامى للروحانيات والعلاج واعمال المحبه والقبول والدخول على الحاكم وعمل خواتم روحانيه
 
الرئيسيةالرئيسية  اليوميةاليومية  أحدث الصورأحدث الصور  س .و .جس .و .ج  بحـثبحـث  الأعضاءالأعضاء  المجموعاتالمجموعات  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 علاج الحسد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 04/02/2020

علاج الحسد Empty
مُساهمةموضوع: علاج الحسد   علاج الحسد Emptyالثلاثاء 4 فبراير - 19:52:29

الحسد من الأمراض المهلكة للنفوس، فاعلم أنّ أمراض النفوس لا تداوَى إلا بالعلم والعمل، والعلم النافع لمرض الحسد أن تعرف أنه يضرّك في الدّين والدنيا، ولا يضرّ محسودك فيهما، بل ينتفع به فيهما.

ومهما عرفت ذلك عن بصيرة وتحقيق، ولم تكن عدوّ نفسك لا صديق عدوّك، فارقت الحسد.

وأما إنه يضرّ بدينك ويؤدى بك إلى عذاب الأبد وعقاب السّرمد، فلما علمت من الآيات والأخبار الواردة في ذمّه وعقوبة صاحبه، ولما عرفت من كون الحاسد ساخطاً لقضاء الله تعالى، وكارهاً لنعمه التي قسمها لعباده، ومنكراً لعدله الذي أجراه في ملكه.

ومثل هذا السّخط والإنكار لإيجابه الضدّية والعناد لخالق العباد، كاد أن يزيل أصل التّوحيد والإيمان، فضلاً عن الإضرار بهما، على أنّ الحسد يوجب الغشّ والعداوة بالمؤمن، وترك نصيحته وموالاته وتعظيمه ومراعاته ومفارقة أنبياء الله وأوليائه في حبّهم الخير والنعمة له، ومشاركة الشّيطان وأحزابه في فرحهم بوقوع المصائب والبلايا عليه، وزوال النعم عنه، وهذه خبائث في النفس، تأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب.

وأما إنّه يضرّك في الدّنيا، لأنك تتألم وتتعذَّب به، ولاتزال في تعب وغمّ وكدّ وهمّ، إذ نعم الله لا تنقطع عن عباده ولا عن أعدائك، فأنت تتعذّب بكلّ نعمة تراها لهم، وتتألم بكلّ بليّة تنصرف عنهم، فتبقى دائماً مغموماً محزوناً، ضيّق النفس منشعب القلب، فأنت باختيارك‏ تجرّ إلى نفسك ما تريد لأعدائك ويريد أعداؤك لك.

وما أعجب من العاقل أن يتعرّض لسخط الله ومقته في الآجل، ودوام الضّرر والألم في العاجل، فيهلك دينه ودنياه من غير جدوى وفائدة.

وأما إنَّه لا يضرّ المحسود في دينه ودنياه فظاهر، لأنّ النعمة لا تزول عنه بحسدك.

إذ ما قدَّره الله من النِّعم على عباده لا بدَّ أن يستمرّ إلى وقته، ولا ينفع التدبير والحيلة في دفعه، لا مانع لما أعطاه، ولا رادّ لما قضاه: {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}[الرّعد: 38]‏. {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ}[الرَّعد: 8].

ولو كانت النِّعم تزول بالحسد، لم تبق عليك وعلى كافّة الخلق نعمة، لعدم خلوّك وخلوّهم عن الحسد، بل لم تبق نعمة الإيمان على المؤمنين، إذ الكفّار يحسدونهم، كما قال الله سبحانه: {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}[آل عمران: 69].

ولو تصوّرت زوال النعمة عن محسودك بحسدك، وعدم زوالها عنك بحسد حاسدك، لكنت أجهل النّاس وأشدّهم غباوة. نعم، ربما صار حسدك منشأً لانتشار فضل المحسود، كما قيل :

وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت، أتاح لها لسان حسود

فإذا لم تزل نعمته بحسدك، لم يضرّه في الدنيا، ولا يكون عليه إثم في الآخرة.

وأمّا إنه ينفعه في الدين، فلذلك ظاهر من حيث كونه مظلوماً من جهتك، (لا) سيّما إذا أخرجك الحسد إلى ما لا ينبغي من القول والفعل كالغيبة، والبهتان، وهتك ستره، وإفشاء سرّه، والقدح فيه، وذكر مساويه، فتحتمل بهذه الهدايا التي تهديها إليه بعضاً من أوزاره وعصيانه، وتنقل شطراً من حسناتك إلى ديوانه، فيلقاك يوم القيامة مفلساً محروماً عن الرّحمة، كما كنت تلقاه في الدّنيا محروماً عن النعمة، فأضفت له نعمة إلى نعمة، ولنفسك نقمة إلى نقمة.

وأمّا أنه ينفعه في الدنيا، فهو أنّ أهمّ أغراض الناس مساءة الأعداء وسوء حالهم، وكونهم متألمين معذّبين، ولا عذاب أشدّ مما أنت فيه من ألم الحسد، فقد فعلت بنفسك ما هو غاية مراد حسادك في الدّنيا، وإذا تأمّلت هذا، عرفت أنّ كلّ حاسد عدوّ نفسه، وصديق عدوّه، فمن تأمل في ذلك، وتذكر ما يأتي من فوائد النصيحة وحبّ الخير والنعمة للمسلمين، ولم يكن عدوّ نفسه، فارق الحسد البتّة.

وأمّا العمل النّافع فيه، فهو أن يواظب على آثار النصيحة التي هي ضدّه، بأن يصمّم على أن يكلّف نفسه بنقيض ما يقتضيه الحسد من قول وفعل، فإن بعثه الحسد على التكبر عليه، ألزم نفسه التواضع له، و إن بعثه على غيبته والقدح فيه، كلّف لسانه المدح والثناء عليه، وإن بعثه على الغشّ والخرق بالنسبة إليه، كلّف نفسه بحسن البشر واللّين معه، وإن بعثه على كفّ الإنعام عنه، ألزم نفسه زيادته، ومهما فعل ذلك عن تكلّف وكرّره وداوم عليه، انقطعت عنه مادة الحسد على التدريج، على أن المحسود إذا عرف منه ذلك، طاب قلبه وأحبه، وإذا ظهر حبّه للحاسد، زال حسده وأحبّه أيضاً، فتتولّد بينهما الموافقة، وترتفع عنهما مادة المحاسدة، وهذا هو المعالجة الكليّة لمطلق مرض الحسد، والعلاج النافع لكلّ نوع منه، أن يقمع سببه، من خبث النفس وحبّ الرئاسة والكبر وعزة النفس‏ وشدة الحرص.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://eyg-2019.yoo7.com
 
علاج الحسد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علاج المربوط والذي به سحر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشيخ ياسين الروحاني والاسلامي الكبير  :: الفئة الأولى :: علاج عن بعد-
انتقل الى: